السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الآونة الأخيرة ظهرت عدّة أخبار ومواقع تقول بأن السودان لجأ إلى تحديث اسطوله الجوي بطائرات من طراز Su-35 و Su-30 وسوف اعلق اليوم إن شاء الله على هذا الخبر ببعض النقاط التوقعية البحتة التي يمكن أن نقيس من خلالها مدى صحة هذا الخبر
أولاً الوضع الإقتصادي:-
من المعروف أن وضع السودان الإقتصادي الحالي لا يساعد إطلاقاً على شراء طائرة تصل قيمة الواحدة منها لـ65 مليون دولار أمريكي , فالشعب يعاني من زيادة في الأسعار ومشاكل أخرى والميزانية شبه مدَمَّرة ومع ذلك يلجأ البشير لشراء طائرات باهظة الثمن , ولو إفترضنا أن هذه الأخبار صحيحة فيستحيل أن يزيد عدد الطائرات عن 10 طائرات فدولة مثل الجزائر تعاقدت على 20 طائرة منها ومصر تعاقدت على 29 مما يعني أن الدول صاحبة الوضع الإقتصادي الأفضل من السودان تعاقدت على أعداد رمزية فما بالك بالسودان هذا غير أن الصفقة تشمل الـSu-30 مما يعني ضربة موجعة للإقتصاد السوداني
ثانياً الوضع السياسي:-
إن الوضع السياسي الحالي يفرض على حكومة البشير أن تتقرب أكثر من الولايات المتحدة الأمريكية وليس العكس فزيارة البشير لموسكو قد تسفر عن غضب وسخط من أمريكا فهناك العديد من الإجراءات الإقتصادية بين البلدين (السودان و أمريكا) لم يتم إتمامها بعد وهناك عقود لشركات أمريكية لم يتم توقيعها بعد إذاً الوضع لا يحتمل إطلاقاً أي تقرب لروسيا في الوقت الحالي
المؤكد بنسبة 100% أن البشير قد ناقش ملف الطاقة النووية و ملف التسليح ليس مستبعداً فالسودان يعتمد على روسيا في التسليح منذ إستقلاله ولكن هذه المرة أعتقد بأن صفقة كهذه ستسبب إجهاداً كبيراً للميزانية العسكرية فميزانية السودان الدفاعية حوالي مليارين و 470 مليون دولار وصفقة كهذه ستتطلب على الأقل 2 مليار دولار مما يعني أن السودان سيدفع في هذه الصفقة فقط ما يعادل ميزانيته الدفاعية في سنة كاملة , وإنه لمن الغريب أن تتجه الحكومة السودانية بعد رفع الحظر إلى التسليح بدلاً من محاولة إنعاش الإقتصاد وإقامة المشاريع التنموية التي تخدم الشعب وليس شراء طائرات لا فائدة منها في الوقت الحالي فالترسانة الجوية السودانية بها طائرات جيدة وممتازة لتأدية المهام الحالية لذا أنا أرى بأن هذه الصفقة لو كانت صحيحة ستكون صفقة عبثية بحتة.